مفاجئة كان الكوت ديفوار 2024: الكوت ديفوار تفوز بكأس افريقيا عن جدارة و استحقاق!
يعتبر منتخب الفيلة "الكوت ديفوار" ظاهرة كان 2024 بكل امتياز، فبعد أن تجاوزوا الدور الأول بصعوبة بالغة و بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الدورة و بمعجزة كبيرة و بفضل انتصار المنتخب المغربي على زامبيا في أخر مقابلاته في الدور الأول ساعد دلك في أن تمر كأحسن تصيف ثالث في مجموعتها، و بعد دلك تم طرد المدرب و تكلف مساعده الدي هو ابن البلد و لاعب سابق في صفوف المنتخب الايفواري، فتمكن من الوصول بهم الى النهائي و الفوز على منتخب نيجريا الدي كان مرشحا قويا للفوز بالبطولة، و تم الإبقاء على الكأس القارية ببلدهم المنظم و لم يسمحوا بخروجها من بلدهم.
الحقيقة أنه بالعودة الى تفاصيل الدورة و مسار منتخب الفيلة خلال كل المقابلات التي أجراها بعد اجتياز الدور الأول، فان المتتبع و المهتم بالشأن الكروي سيلاحظ أنه و كأن الفريق الدي كان يلعب بمعية المدرب المطرود تم تغييره كليا بلاعبين آخرين، فمند مقابلة الثمن و مرورا بمقابلة الربع الى نصف النهاية فان اللاعبون قد أبانوا عن شراسة و قتالية كبيرة خيالية، كما أظهروا التقنيات التي يتوفرون عليها، و تمكنوا من جني ثمار مجهوداتهم و دلك بالوصول الى مقابلة النهاية، و خلال هده المقابلة التي أجريت ضد فريق قوي و هو نيجريا و الدي كان يرشحه الجميع للفوز بالدورة، حيث لعبوا مقابلة رائعة في ملحمة تاريخية و و رغم تمكن المنتخب النيجيري تسجيل هدفهم الأول فقد تمكن الفيلة من تعديل النتيجة ثم واصلوا بكل انضباط و قتالية ليتمكنوا من تسجيل هدفهم الثاني، فقاموا بمجاراة الأطوار المتبقية و حافظوا على النتيجة الى غاية نهايتها و انطلاق الفرحة في كل أرجاء البلاد، و فعلا فهم يستحقون تمام الاستحقاق فوزهم على نيجريا و فوزهم في كل المقابلات الأخرى ليحصلوا على الكأس الغالية عن جدارة.
ان منتخب الكوت ديفوار أعطى للمنتخبات درسا في الصمود و القتالية وأظهر المدرب المحلي علو كعبه، فبعد أن كانوا على وشك الاقصاء، عادوا من جديد و كتبوا التاريخ بمعية ابن بلدهم الدي التحموا معه و انسجموا فيما بينهم ليستعيدوا قواهم و ينطلقوا في مسيرة مثالية حيث تمكنوا من هزم أعتى المنتخبات في أدوار الثمن و الربع و نصف النهائي.
يجب على الجميع استخلاص الدروس من هده الملحمة، فالاطار الأجنبي لا يسير بمنتخب ما بشكل جيد سوى في حالات نادرة، لكن قد نقول بأن كرة القدم لا منطق لها و قد يسير الأمر سواء مع المدرب المحلي أو الأجنبي، لكن ما يلاحظ بهذا الخصوص و هو ما يحز في نفسي شخصيا، هو أن أغلب المدربين الأجانب لا تراهم يتفاعلون و لا يكونوا بقلوبهم مع اللاعبين في رقعة الملعب، بينما ترى المدرب المحلي أو على الأقل العربي يتفاعل بكل ما أوتي مع اللاعبين و في حالة الخسارة قد تراه ينهار بكاء، فتحسه يتألم حقا على دلك، لدلك وجب على المنتخبات العربية و الافريقية إيلاء أهمية للمدربين المحلين سواء كانوا عربا أو أفارقة و اعطائهم الفرصة التي يعطونها للأجانب و بمبالغ خيالية، و لا يحققون ما يحققه المدربون المحليون بأجور تقل بكثير عما يتقاضاه الآخرون.
تعليقات
إرسال تعليق