ماهي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية و ارتفاع التضخم على الاقتصاد الأمريكي؟
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية كبرى تتصدر اقتصادات باقي دول العالم، نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات صناعية، تجارية، فلاحية و خصوبة أراضيها و وفرة المياه رغم تراجعها نسبيا، و كدا توفرها على تكنولوجيا حديثة و شركات دولية متعددة الجنسيات عملاقة في مختلف الميادين، و بنوك دولية و يد عاملة مؤهلة، و استعمال أحدث الآليات في مختلق القطاعات، إضافة الى ريادة عملتها "الدولار الأمريكي" في السوق الدولية، ......الخ، غير ان الظروف الدولية الراهنة لاسيما الحروب و النزاعات الدولية و التغيرات المناخية و الأوبئة خاصة "كوفيد 19"، و ما ترتب عن هده العوامل من تضخم عالمي قد أثر على اقتصادها.
و من خلال البيانات المنشورة فقد شهد الاقتصاد الأمريكي تراجعا في نموه حيث لم يصل خلال السنة الماضية 2023 سوى 2.1 في المائة، خلافا لتقديرات الحكومة الأمريكية المتوقعة، و دلك بعدما كان قد وصل الى أعلى نمو تشهده الولايات المتحدة الأمريكية مند سنة 1984 بارتفاع قدر ب 5.9 في المائة، مع الإشارة الى نسبة الانفاق على الاستهلاك نما ب 1.7 في المائة.
رغم أن الاقتصاد الأمريكي لازال صامدا في وجه التحديات و الظروف الدولية المتوترة خصوصا تأثير الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع نسبة التضخم في العالم و ارتفاع أسعار مختلف السلع و الطاقة على المستوى الدولي، جعل خبراء الاقتصاد يتخوفون من تداعيات تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي و ما قد ينتج عنه من انكماش من شأنه التأثير على اقتصادات باقي الدول، مما حدى مجلس البنك المركزي الأمريكي و كل البنوك المركزية الأخرى لباقي الدول الى رفع سعر الفائدة لمحاولة الحد من نسبة التضخم و التحكم في مستوياته.
و بخصوص الميزان التجاري الأمريكي فقد عرف خلال شهر يوليوز من السنة الماضية 2023 عجزا بنسبة 2.6 في المائة، و قد تزايدت صادراتها بنسبة 1.5 في المائة، و ارتفعت في المقابل وارداتها بنسبة 1.9 في المائة.
خلاصة، الاقتصاد الأمريكي و كما هو الشأن لمجموعة من الاقتصادات الكبرى و المتوسطة الدولية عرفت اضطرابات و ارتفاع عجز ميزانها التجاري، و كدا ارتفاع نسبة التضخم الى وصل مستويات قياسية لم يشهدها العالم مند عقود، بسبب تأثير الحرب بين روسيا و أوكرانيا التي تلت جائحة كورونا، و كدلك بفعل التغيرات المناخية و غير دلك من العوامل، غير أنه و رغم دلك فالاقتصاد الأمريكي يبقى صامدا و بعيدا عن حالة الانكماش.
اقرأ المزيد
تعليقات
إرسال تعليق