القائمة الرئيسية

الصفحات

انتخابات الجزائر 2024: استحقاقات كانت نتائجها محددة سلفا فكانت المهزلة يوم الاقتراع

استحقاقات كانت نتائجها محددة سلفا فكانت المهزلة يوم الاقتراع

لقد عرفت الجزائر انتخابات رئاسية يوم 07 شتنبر 2024، عرفت مقاطعة جماهيرية كبيرة لا مثيل لها، كما شابها عدة اختلالات سبقتها حملات انتخابية غريبة و شاذة لم يسبق لأي دولة في العالم أن عرفتها، كما توجت بنتائج كانت معروفة مند سنة أو أكثر، و انتهت المسرحية الهزلية بإعلان رئيس السلطة المستقلة للانتخابات نتائج فلكية لا علاقة بحقيقة الأرقام، فأكد النظام الجزائري أنه عاجز حقا حتى على تزوير المعطيات بشكل قريب الى المنطق.

انتخابات الجزائر 2024: استحقاقات كانت نتائجها محددة سلفا فكانت المهزلة يوم الاقتراع
استحقاقات كانت نتائجها محددة سلفا فكانت المهزلة يوم الاقتراع

ترشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

رغم كل الإخفاقات التي حصل عليها الرئيس تبون، بمعية كل مساعديه و تعليمات العسكر، و دلك على جميع المستويات سواء سياسيا و ديبلوماسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا، مع استمرار الفقر و البطالة و الهجرة بين صفوف الجزائريين، و عزلة الدولة دوليا، فان النظام العسكري أصر على استمرار الرئيس في سدة الحكم من خلال عهدة ثانية، كرئيس مطيع يطبق سياسته الديكتاتورية و دون عناء البحث عن شخص آخر بنفس المواصفات، لدلك دفعوه الى تقديم ترشيحه رغم الفشل على كل الأصعدة.

حملة انتخابية بهلوانية شعبوية مبتذلة.

تقدم الرئيس تبون الى الاستحقاقات الانتخابية الجزائرية 07 شتنبر 2024، دون تقديم برنامج واضح، تخللته شعبوية أكل الدهر عليها و شرب، و بقي يعطي احصائيات إنجازاته الوهمية بكون الجزائر أصبحت ثالث قوة اقتصادية في العالم متجاوزا قوى عظمى، متفوقا في دلك على ألمانيا، فرنسا، اليابان، كوريا، ...، و أن لديه أقوى منظومة صحية، وأن وزن الدولة ديبلوماسيا يضرب به المثل و لها كلمتها المؤثرة ...، و أنه سيصل الى اكتفائه الذاتي من الحبوب و الشعير و الذرى ....، و كدا مساندته للقضية الفلسطينية و أنه مستعد للتدخل بواسطة جيشه عند السماح له بالمرور من طرف دولة مصر كأنه سيتدخل عسكريا لينتهي كلامه بإمكانه بناء ثلاث مستشفيات في ظرف 20 يوما، و كدلك بتطاوله على السيادة المغربية كعادته من خلال ترديد ترهاته بتأييد مرتزقة البوليساريو، و غيرها كثيرا من الخزعبلات التي لا يمكن تسميتها بالخطابات السياسية.

تجنيد رئيس حزب سياسي بنفسه للترويج لحملة تبون

ما زاد الطين بلة، أن المشهد السياسي في الزائر في هده الحملة الانتخابية، أن رئيس حزب حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، تجند للترويج لحملة تبون من خلال خرجات غريبة يتنقل بين محطات المسافرين و بمختلف وسائل النقل و كدا بين المدن و القرى مرددا شعارات مستهلكة لم يعد يعطيها المواطن الجزائري أي اهتمام، فالناس يرغبون في العيش الكريم و توفير حاجياته بأسعار معقولة و ليس بقمة الغلاء الدي يشوبها، و يطمحون الى مستشفيات بتجهيزات و أطقم طبية كافية لتطبيبهم، و يحتاجون الى توفير فرص العمل للحد من البطالة، و تحسين ظروف التعليم، .... و غيرها من المشاكل الاجتماعية التي يعانون منها، و عوض أن يقدم لهم برنامج رئيسه المرشح يحثهم على الصبر و يشيع بينهم أن الجزائر مستهدفة كعادة كل حكام العسكر الجزائري لتغذية الحقد الدفين اتجاه المغرب، و دلك للهروب من معالجة المشاكل الحقيقية للمواطنين.

مهزلة يوم الاستحقاقات

حل يوم التصويت، فبدأ بمسرحية أثارت انتباه كل المهتمين و المشاهدين، حيث تم تداول مقاطع فيديو توثق لمشهد مجموعة من الشبان يهرولون نحو احدى صناديق الاقتراع، و صورهم توحي على أنهم جنود بأزياء مدنية، حيث من الملاحظ أنهم كلهم من فئات عمرية شبابية ، لا يوجد بينهم و لو فرد واحد بلحيته أو شيخ كبير و امرأة، مما يوحي على أنهم مجندون، كما أن الصناديق بقيت شبه فارغة و لتي تم توثيق بعض مشاهدها رغم منع التصوير بكل الأماكن المحاذية لها، مما يدل على أن الجزائريون قاطعوا الانتخابات التي يرون أنه لا جدوى منها، عالمين بنتائجها مسبقا.

الإعلان عن نتائج وهمية ضخمة

بعد تمديد ساعة لفترة التصويت، و بعد تأخر مدته تجاوزت أربع ساعات، خرج رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، ليعلن النتائج التي لا تمت للحقيقة بأية صلة، حيث أعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت نسبة 48.03 في المائة، في حين أن الأمر لا يتعدى في الغالب أقل من 20 في المائة، و أعلن بعدها أن الرئيس تبون تحصل على نسبة 94.65 في المائة مع تديل المرشحين الآخرين بنسبة لا تتجاوز 3 في المائة، كما أشار الى أن نسبة المشاركة وصلت 64 في المائة، و هدا علما على أنه هو نفسه أشار الى أن عدد المصوتين بلغوا 5 ملايين و 600 ألف و 30، من أصل 24 مليون ناخب مسجل، و تم تسريب أن عدد الأصوات الفارغة الملغاة قد بلغت أرقاما قياسية، و رغم كل هدا فان لجنة الانتخابات عمدت الى الإعلان عن نتائج لا يمكن بأي حال صحيحة بتحليل بسيط للمعطيات الواقعية.

مستقبل العهدة الثانية للرئيس تبون

يرى أغلب المراقبون و المهتمون، أن العهدة الثانية للرئيس تبون لن تأتي بأي جديد، و سيستمر الحال على ما عليه في انتظار تغيير حقيقي في القيادة الجزائرية، و الوصول الى سلطة مدنية حقيقية و ابعاد العسكر عن دواليب السلطة، حيث أن الرئيس يبقى مجرد واجهة لتنفيذ مخططات القيادات العسكرية، التي لا تطمح الى تحسين الأوضاع الداخلية للمواطنين، و همهم الوحيد هو تغدية النزاعات و استنفاد خيرات البلاد في التسليح و تموين و تمويل المرتزقة، التي لا طائل منها، بيد أن الحال يقتضي تهدئة الوضع و تحسين العلاقات مع الجوار، من أجل تكتل اقتصادي يساهم في تحسن ظروف العيش للمواطنين.

خلاصة

 ان الأوضاع الدولية الراهنة و الحروب و النزاعات، و المشاكل الاقتصادية العالمية بما فيها الضخم و الأوبئة و الكوارث الطبيعية ....، لم تعد تسمح للقيادات بأن تتمادى في سياساتها النرجسية و الدخول في النزاعات و الصراعات،  و ترسيخ العداء للمغرب و مناوئة مصالحه و افساد علاقات الجوار، بل الأمر يستدعي بإلحاح البحث عن التوافقات و التكتلات من أجل مجابهة التحديات التي يفرضها الواقع، و على أمل استشراف غد مشرق، يبقى الحال على ما عليه.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات